1330573
1330573
العرب والعالم

نصر الله يعتبر نتائج الانتخابات اللبنانية «انتصاراً سياسياً ومعنوياً» لحزبه

07 مايو 2018
07 مايو 2018

إسرائيل تحذر وإيران مستعدة للتعاون مع الحكومة -

بيروت -عمان - وكالات -

اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس أن نتائج الانتخابات النيابية التي حققها حزبه مع «القوى الحليفة والصديقة» تشكل «انتصاراً» كبيراً و«ضمانة» لخيار «المقاومة» في لبنان.

وقال نصر الله خلال خطاب متلفز إن النتائج بمثابة «انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد».

ولم يعلن نصر الله عدد المقاعد التي حصدها حزبه، لكن التقديرات الأولية الصادرة عن الماكينات الانتخابية أظهرت احتفاظ الثنائي الشيعي الذي يضم حزب الله وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، بالعدد نفسه تقريباً من المقاعد في البرلمان، أي 27 من أصل 128 والأرجح أن تؤدي تحالفات مع كتل أو شخصيات أخرى إلى زيادة حجم كتلته.

وأوضح نصر الله أن حزبه خاض الانتخابات بهدف تحقيق «الحماية السياسية للمقاومة والحماية السياسية لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا يتطلب حضورا كبيرا في مجلس النواب والحكومة وفي مؤسسات الدولة»، مضيفاً «نعتبر أن الهدف قد تحقق وأُنجز».

وقال «يوجد الآن كما كان في السابق، ولكن بشكل أفضل قوة، حضور نيابي كبير ووازن وحقيقي لقوى المقاومة وحلفائها وأصدقائها».

وجزم نصر الله بأن «تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار (المقاومة) الاستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة».

وشدد نصر الله على وجود «حقيقة وطنية في لبنان لا يمكن لأحد أن يتجاهلها وهي أن الجميع بحاجة إلى الجميع»، مضيفا «اذا كنا نريد البلد وامنه واستقراره ونريد أن نعالج مشاكلنا الاقتصادية والمعيشية، على الناس أن تتعاون مع بعضها البعض وأن تقوم بربط النزاع».

وشارك نحو نصف الناخبين اللبنانيين أمس الأول في عملية الاقتراع لاختيار 128 نائباً، مع معدل اقتراع (49,2%) لم يلب تطلعات معظم الأحزاب الكبيرة.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، خصم حزب الله، أقر في وقت سابق بخسارة ثلث المقاعد التي يسيطر عليها تياره السياسي في البرلمان المنتهية ولايته.

وأعلن الحريري فوز تياره بـ21 مقعداً، بعدما كان حصد 33 نائباً في البرلمان في آخر انتخابات في العام 2009 وحاز مع حلفائه الأكثرية المطلقة. وقلل الحريري من تداعيات هذا التراجع على مستقبل تياره السياسي الذي يؤخذ عليه تقديمه العديد من التنازلات لصالح حزب الله في السنوات الأخيرة.

وقال «عملي هو تحقيق التوافق بين اللبنانيين. ولبنان لا يحكم إلاّ بجميع مكوناته السياسية. والذي يتكلم غير ذلك يضحك على نفسه، لذلك علينا أن نعمل مع بعضنا لبناء البلد فهو لم يعد يتحمّل خلافات سياسية».

وعما إذا ما كان مستعدا لتشكيل الحكومة القادمة، قال :«في حال كُلفت لرئاسة الحكومة، لن أقبل أن يضع أحد شروطا علي. وإن ما لم يعجبني الوضع في المرحلة المقبلة سأغادر منصبي».

ووجه رئيس المجلس النواب نبيه بري كلمة إلى اللبنانيين عامة وأبناء الجنوب والبقاع والضاحية خاصة قائلا:« شكراً لإنجازكم هذا الاستحقاق قلباً واحداً ويداً واحدة والعهد هو العهد.. كما كان وعدنا أن نصنع معكم ولكم وللبنان فجراً جديداً عنوانه أنتم يا كل الأمل ويا أهل الوفاء»، مؤكدا أن «ما فعلتموه هذا وحد لبنان». وأكد أن «المنتصر الأكبر هو من يريد أن يستفيد من الدروس التي أعطتها هذه الانتخابات»، موضحاً أن «محاولات الهيمنة لا تفيد، كما الطرح الطائفي والمذهبي والاستعلائي لا يفيد».

واعتبر وزير الخارجية جبران باسيل في تغريدة له عبر «تويتر» أن اليوم السابع من مايو هو يوم عودة لبنان للدولة القوية، مشبهاً هذا النهار بعودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من المنفى في السابع من مايو 2005».

ودخل المجلس النيابي 75 نائباً جديداً بينما حافظ 53 نائبا على عضويتهم، في حين نال الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي أعلى حاصل سني في طرابلس (ولبنان أيضاً)، وبينما خرجت «الجماعة الاسلامية» من المجلس دخل الوزير السابق فيصل كرامي وأسامة سعد وعبد الرحيم مراد وفؤاد مخزومي وجمعية «الأحباش» إلى البرلمان على لائحة تمثيل الطائفة السنية على حساب تيار المستقبل .

في حين خسر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي ترشح مكانه نجله تيمور أربعة مقاعد لتتقلص كتلته إلى 8 مقاعد. أما بالنسبة لحزب «القوات اللبنانية» فقد حصد 15 مقعدا حيث زادت كتلته 9 مقاعد، مما جعله يتقاسم المقاعد المسيحية مع التيار الوطني الحر الذي فاز بـ20 مقعدا، بينما نجح تيار المردة من الحصول على ثلاثة مقاعد. وتمكن المجتمع المدني من انتزاع مقعد في بيروت للمذيعة بولا يعقوبيان . وتمكن النائب ميشال المرّ من تحقيق اختراق كبير بفوزه بحاصل واحد في انتخابات المتن، رغم انه خاض المعركة في لائحة من دون تحالف مع أي قوة سياسية. وردت إسرائيل بقوة على نتائج الانتخابات وتقدم «حزب الله»، وجاء التعليق من وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، في تغريدة على تويتر، أكد فيها على أن إسرائيل لن تفرق بين الدولة اللبنانية و(حزب الله) في أي حرب مستقبلية، وأنها ستعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن أي عمل يقوم به الحزب داخل أراضيه. وأوضح الوزير العضو في المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر، أن مكاسب جماعة «حزب الله» في الانتخابات تُظهر أنه لا فرق بين الدولة والحزب.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله امس إن طهران تحترم اختيارات الشعب اللبناني في الانتخابات البرلمانية، ونقل التلفزيون عن قاسمي قوله إن «لبنان بلد مستقل، إيران تحترم تصويت الشعب اللبناني، ومستعدون للعمل مع الحكومة المنتخبة من قبل الأغلبية».

وهنأ سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه، اللبنانيات واللبنانيين على «أدائهم بالواجب الوطني خلال الانتخابات النيابية في 6 مايو 2018».

ورأى فوشيه أن «هذه الانتخابات تؤكد، وهي الأولى منذ 2009، قوة الديموقراطية اللبنانية، كما أود أن أحيي الكفاءة التي أظهرتها وزارة الداخلية في لبنان في تنظيم الانتخابات ولا سيما أداء الأجهزة الأمنية والجيش في تأمين أمن عملية الاقتراع»، آملا في «أن يتم تشكيل حكومة جديدة بسرعة فور استلام البرلمان الجديد السلطة، للاستجابة للتحديات التي يواجهها لبنان وللعمل مع شركاء لبنان الدوليين، وأولهم فرنسا».